قصيدة عن هادي الأمة، النبي المصطفى (ص) من الوافر
بقلم : كريم مرزة الأسدي
هدىً أنزلتَ أحمدَ والكتابا ***لقدْ فتحا الى الإسلام ِ بابا
تكاملَ فيهما شرعٌ رحيبٌ * فهلْ عذرٌ لمنْ ضلَّ الصوابا؟
ومولدُ أحمدٍ ملأ البرايا*** فسبحانَ الذي أعطى وثابا
بيوم ٍ شعَّ للأكوانِ ِ نـورٌ ** فطوّقَ في فضائلهِ الرقابـا
وْلمْ يقصرْعلى زمنٍ وأرض ٍ* فكانَ لعرش ِ ربّكَ منهُ قابا
فمنْ مثلُ النبيِّ لهُ خصالٌ *** ومنْ يسطيعُ أنْ يأتي الكتابـا
ومنْ لهُ مثلهُ عزٌّ وأصلٌ **** وبأسٌ إذْ يصولُ به الحِرابــا
وقبضُ نوالِهِ دينٌ وخلقٌ ***** ببعضِ ِ عطائهِ فاقَ السحابا
لقدْ بلغَ الكمالَ وبي قصورٌ **** فقولوا- إنْ عجزتُ-:لقد أصابا
***************************************
هي الأيّامُ لا تعطي جوابا ***قللـّتَ اللومَ أو زدتَ العتابا
ذرعتُ الأرضَ في عيني سؤالٌ * علامَ الظلمَ يُحتلبُ احتلابا
وننسى أننـّا بشرٌ فنـاءٌ *** وننسى لم نزدْ هذا الترابا
فعفوكّ إنْ تحلـّلنا الخطايا *** ألآ يا ربُّ منْ يطقْ العقابا
ترانا في النقيض ِلما خُلقنا * نمجُّ الحقَّ نستسقي السرابا
فما نحن ُعلى خط ٍّ سويٍّ* بنــاهُ المصطفى خُلقاً لُبابـــا
فلمْ أرَ مثلَ دينِ الناس ِردعا* إذا أغـرتْ ذنوبهمو الذنابى
إذا ما المرءُ حرٌّ في قرار ٍ **بفيهِ علقمُ الأيّام ِ طابا
وإنْ حكمَ العبيدُ بأصغريهِ * يرى في لذّة الدّنيا عذابا
فليسَ العمرُ أياماً وعيشاً ** ولكنْ ما تسجّلهُ اكتسابا
لذكر ٍأو لجيل ٍأو ليوم ٍ* تـُحاسَبُ فيهِ لو تدري الحسابا
لما زلـّتْ يمينك أو شمالٌ ** ولا ذاقَ اللسانُ بهِ كِذابا
ولا تجري دماؤك نحو زيغ ٍ* ولا جرماً تطاوعهُ ارتكابـا
ولستُ بواعظٍ أحداً فأولى * * بنفسي أنْ أذكّرها المصابا
خذوا هذي الحياة َ وما عليها * ذروني أنْ هذا القلبَ ذابـا
***********************************
حنانكّ يا رسولَ اللهِ لمّـا *** رضيتُ اللهَ حكماً واحتسابا
ولمّا الشيبُ لاحَ فقلتُ أهلاً * وودّعتُ الغواية َ والشبابا(1)
وما أنْ شبتُ منْ كبر ٍولكنْ * رأيتُ من المظالمِ ما أشابا(2)
ولمّا لمْ أذقْ أمناً بوكري * قنعتُ بأنْ أعيشُ هنا اغترابا
أغرّدُ مــــــا أشاءُ بلا رقيبٍ ** ولكنْ أينَ من يعـــطِ الجوابا؟
أردّدُ في قرارةِ نفسِ ِ حرٍّ *** كفـــى , فالفردُ أصغرُ أنْ يهابا
" فلمْ أرَغيرَ حكمِ اللهِ حكمــاً **** ولمْ أرَ دونَ بابِ الله بابــــ" (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1), (2) تضمين لبيتي أبي فراس الحمداني مع بعض التغيير لما تقتضيه القصيدة
(3) البيت للشاعر أحمد شوقي