حسين عبروس Admin
عدد المساهمات : 64 تاريخ التسجيل : 28/05/2011
| موضوع: الغزل أرق وأعذب ما عبّر عن إنسانية الأمة وحضاراتها الراقية ..إلى أين؟!! الأربعاء أكتوبر 16, 2013 8:19 pm | |
| الغزل أرق وأعذب ما عبّر عن إنسانية الأمة وحضاراتها الراقية ..إلى أين؟!! كريم مرزة الأسدي
1 - لماذا الحب ؟ لماذا الغزل ؟!! أروع ما قال الشعراء العرب في الحب ، رقّة وعذوبة وإنسانية ، لاتضاهيها باريس اليوم ، ولا لندنها ، ولا نيويوركها !! لمصلحة مَن يريدون قتل هذا الإبداع الإنساني باسم الفاحشة والرذيلة ، بينما الحب أقدس الروابط الإنسانية ، ولولاه لما استمر النوع ، وأفراد هذا الناس ، وقد قلت في قصيدة رثاء الجواهري :
قد حيّر الألباب ربَّكِ لغــــزهُ *** بين الوجود وقـوة الإفهامِ
المطلق الحركات من أسرارهِ *** تتكاثر الأحياءُ في الأرحام
التكاثر وليد الجهاز التناسلي بأعضائه الرئيسية ، وصفاته الثانوية ، وهذا الجهاز وهذه الوظيفة
هما المسلك الوحيد لاستمرار الحياة ، وحفظ الأنواع على هذه البسيطة ، بقية الأجهزة وجميع
أعضائها خلقت لقيام الفرد بحياته ، ولتخدم هذا الجهاز النوعي على سبيل الخلود ، هل درك
أهمية الأمر الجليل ، لذلك من الصفات الثانوية يتولد الحبّ المقدس ، وهو دافع غريزي ربّاني
لاستمرار الحياة وفق مشيئة الله ، والغزل هو أروع ما خلفّت الإنسانية وأمتنا الجميلة للتعبير
عنه . 2 - الرسول الكريم وغزل كعب وبردته : وهذا النبي الكريم (ص) يخلع بردته ليمنحها لكعب بن زهير الذي مهد لقصيدته في مدح الرسول نفسه: والتي خلدها التاريخ بكناية ( البردة ) ، وهي لامية من البحر (البسيط) ،لا تتجاوز ( 58 ) بيتاً ، تقسم إلى ثلاثة أقسام : ما بين أبياتها (1 - 12) ، يطلّ بإطلالتها الغزلية المألوفة في عصره ، ومن قبله منذ امرئ القيس والشنفرى ، وروائعهما في الغزل وتقديس الحب ، وإجلال المرأة ، ومن بعده حتى الجواهري وعصرنا ، مرورا بجميع الشعراء بفقهائهم وأشراف نقبائهم ومتصوفيهم وعلمائهم وشعرائهم الشعراء ، ولو عددت لما انتهيت ، وإليكم أبيات من البردة النبوية : بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ ***** مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا ** إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً **** لا يُـشْتَكى قِـصَـــرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ **** كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّهاصَدَقَتْ **** مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ ***** إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـمـاءَ الـغَرابِيلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا ****** ومـــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبــاطيلُ
3 - وإليك ما تركت الأمة من هذا التراث الجميل : اقرأ وتمتع رجاء بالعشق العربي !! : استنسخوا كلّ الشعر، وسوف أنشره في عشرات المواقع ، 1 - قال المنخل اليشكري: ان كنت عاذلتي فسيري*** نحو العراق ولا تحوري
لا تسألي عن جل مالي*** وانظري كرمـي وخــيري
ولقد دخلت على الفتا **** ة الخدر في اليوم المطيرِ
الكاعب الحسنــــاء تر***فلُ في الدمقس وفي الحريرِ فدفعتها فتــــدافعتْ *** مشي القطـــــــــاة الى الغديـر
ولثمتها فتنفـّــــستْ **** كتنفــــــس الظبـــــــي الغريرِ
فدنت وقالت يا منخـــْ*** ـــل مـــــــا بجسمك من حرورِ
ما شفّ جسمي غير وجد **** كِ فاهدأي عنـّــــي وسيري واحبّــــها وتحبّـــــــني ***** ويحبُّ نــــــــــاقتها بعيري
ولقد شربتّ من المدا ***** مةِ بالقليـــــــلِ وبالكثيـــــــــر
فاذا انتشــــــــيتُ فانّـني ***** ربّ الخورنقِ والســــــــــديرِ واذا صحوتُ فانـّــــــني****** ربُّ الشـــــــويهةِ والبعيــــرِ
وقال مجنون ليلى : ألا يا حمامات العراق أعنني *** على شجني ، وابكين مثل بكائيا يقولون ليلى بالعراق مريضةٌ *** *فياليتني كنت الطبيب المداويا
وله : يقولون ليلى بالعراق مريضة ٌ ****فمالك لاتضني وانت صديقُ
سقى الله مرضى بالعراق فأنني**على كلِّ مرضى بالعراق شفيقُ
فأن تك ليلى بالعراق مريضة **** فأني في بحر الحتوف غريقُ
أهِيم بأقْطارِ البلادِ وعَرْضِهَا *** * ومالي إلى ليلى الغداة طريـقُ
قال عمر بن أبي ربيعة : بينما يذكرنني أبصرنني **** دون قيد الميل ، يعدو بي الأغر قالت الكبرى أتعرفن الفتي ؟ ***قالت الوسطي : نعم ، هذاعمرْ قالت الصغرى وقد تيمتها ****** قد عرفناه وهل يخفي القمر ذا حبيب لم يعرج دوننــــا **** ســـــــــاقه الحين إلينا والقدر
الحب أبدع ما خلق الله لاستمرار الحياة ، وأجمل ما في الحب الجمال ، والله جميل يحب الجمال ، فبأي آلآء ربكما تكذبان ...!!
قال أبو فراس الحمداني : أساء فزادته الإساءة حظوة *** حبيب على ما ما كان منه حبيب يعد علي الواشيان ذنوبه *******ومن أين للوجه الجميل ذنوب قال حازم القرطاجي: وإذا هويت فلا تكن متهالكا *** في الحب بل متماسكا كي تنتجي فالحب مثل البحر يأمن من مشى *** في شطه ويخاف كل ملجج فاسلك سبيل توسط فيه تصب***** وإلى التبسط فيه لا تستدرج
وقال البحتري حبيبي حبيب يكتم الناس أنه *** لنا حيـن تلقانا العيون حبيب يباعدني في الملتقى وفؤاده *** وإن هو أبدى لي العباد قريب ويعرض عني والهوى منه مقبل * إذا خاف عينا أو أشار رقيب فتنطق منا أعين حين نلتقي *****وتخرس منــا ألسن وقلوب وله: طاف الهوى بين خلق الله كلهمُ ***حتى إذا مر بي من بينهم وقفا قد قلت لما رأتت الموت ينزل بي ***وكاد يهتف بي ناعي أو هتفا أموت شوقا ولا ألقاكم أبدا **** ياحسرتا ثم يا شوقا ويــــــا أسفا إني لأعجب من قلب يحبكم **** وما يرى منــــــــكم ودا ولا لطفا لولا شقاوة جدي ما عرفتكم ****إن الشقي الذي يشقى بمن عرفا
المتنبي : وقال فإن قليل الحب بالعقل صالح ****. وإن كثير الحب بالجهل فاسد وله: وفي الأحباب مختص بوجد ***وآخر يدعي معها شتراكا إذا اشتبكت دموع في خدود **تبن م***ن بكى ممن تباكا كتب بشار بن برد البصير الخبيث إلى قينة كان يهواها!!: هل تعلمين وراء الحب منزلة ؟*** تدني إليك فإن الحب أقصاني فكتبت إليه ، الأخبث منه ، لأنها ما وجدت فيه وسامة : نعم أقول وراء الحب منزلة *** حب الدراهم يدني كـــــــل إنسان من زاد في النقد زدنا في مودته*** لا نبتغي الدهر إلا كل رجحان وقال ابن الدمينة : هل الحب إلا زفرة بعد زفرة ... وحر على الأحشاء ليس له برد
أبو عثمان الخالدي والحب لولا جوره في حكمه *** ما سلم الأقوى لأمر الأضعف
: ولابن الفارض ما لي سوى روحي وباذل نفسه *** في حب من يهواه ليس بمسرف فلئن رضيت بها لقد أسعفتنــــي *** يا خيبة المســـــعى إذا لم تسعف
وقالوا فيه : إن المحب إذا أحب حبيبه *** تلقاه يبذل فيه ما لا يبذل
وقال بعضهم: لئن بقيت في العين مني قطرة فإني إذاً في العاشقين ذليل
وقال شريح: فإني رأيت الحب في الصدر والأذى*** إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهبُ
وقال زيادة بن زيد : إن امرأ قد جزب الدهر لم يخف ****** تقلب عصريه لغير لبيب فلا تيئسن الدهر من وصل كاشح *** ولا تأمنن الدهر صرم حبيب وليس بعيدا كل آت فواقعٌ****** ولا ماضياً من مفرحٍ بقـــريب وكل الذي يأتي فأنت نسيبهُ**** ولســـت لشيء قد مضى بنسيب وقال شاعر وأحب امرأة سوداء : أحب لحبها السودان حتى *** أحب لحبها سود الكلاب والآن - أعزائي الكرام - قد وصلت موضوع الحيرة ، وأنا على وجه الصباح : وصلنا الحيرة الروحاء صبّحاً ** ورجلاً فوق أنباح الكلابِ ...!! | |
|