فوانيس السماء العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


[img]http://matarmatar.net/vb/images/avatars/mazen.gif[/img]
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إيمايل الإشتراك

ادخل بريدك الالكتروني من فضلك:

أنت الزائر رقم

.: عدد زوار المنتدى :.

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
مواضيع مماثلة
    الساعة الآن
    Free Clock
    المواضيع الأخيرة
    » الشعر : نظامه المقطعي وعروضه الرقمي ، وقصيدة نثره ، وسرعته
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 4:19 pm من طرف حسين عبروس

    » الزحافات والعلل وما يجري مجراهما ومتعلقاتها
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 4:01 pm من طرف حسين عبروس

    » أروع قصائد الرثاء العربي - الحلقة الرابعة - !!تماضر الخنساء أجملهم ، الشعراء الجاهليون يندبون
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 3:54 pm من طرف حسين عبروس

    »  تشكيل التفاعيل العروضية، وما يطرأ عليها زحافاً وعللاً
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 3:47 pm من طرف حسين عبروس

    » قصيدة عن هادي الأمة، النبي المصطفى (ص) من الوافر
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 3:40 pm من طرف حسين عبروس

    » الإباء عند عباقرة الشعر والفن
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالخميس ديسمبر 11, 2014 4:27 pm من طرف كريم مرزة الاسدي

    » البحران السريع والخفيف ودائرة مشتبههما ! البحور المركبة بتفعيلتيها المرتبة 1 - البحر السريع
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2014 10:44 am من طرف كريم مرزة الاسدي

    » 1 - أبو العتاهية : أَلا ما لِسَيِّدَتي ما لَها...!!
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2014 10:26 am من طرف كريم مرزة الاسدي

    » 2 -الدكاترة زكي مبارك يثيرني فأثير أثيره - الحلقة الثانية -
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2014 10:20 am من طرف كريم مرزة الاسدي

    بحـث
     
     

    نتائج البحث
     
    Rechercher بحث متقدم
    إختر لغة المنتدى
    ختر لغة المنتدى من هنا
    ازرار التصفُّح
     البوابة
     الرئيسية
     قائمة الاعضاء
     البيانات الشخصية
     س .و .ج
     بحـث
    أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
    حسين عبروس
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    كريم مرزة الاسدي
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    حبيب منصور
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    طالب علم
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    بلقاسم بن عبد الله
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    البستاني
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    عبد الرحمن عزوق
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    رابح خدوسي
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    محمد علي الرباوي
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    ابو زياد مجرشي
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_rcap14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Voting_bar14 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Vote_lcap 
    الصحف الجزائرية












    الصحف العربية













     

     4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    حسين عبروس
    Admin
    حسين عبروس


    عدد المساهمات : 64
    تاريخ التسجيل : 28/05/2011

    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Empty
    مُساهمةموضوع: 4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره   4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره Icon_minitimeالسبت فبراير 22, 2014 10:52 pm

    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره
    انتصاراً للمرأة العربية
    كريم مرزة الأسدي

    أبو العلاء المعري لتفلسفه لا لفلسفته ، ولتطبعه لا لطبعه ، ولعُقده لا لفكره جعلته أن يحطّ من منزلة المرأة !! العقل الجمعي يجب تصحيح مساره لبقاء الأمة في صراعها ، ولتقدمها، ولمصلحة الأجيال ، وإلا ستبقى أمتنا : يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ ...!!
    1 - المقدمة:
    ذكرنا في ختام الحلقة السابقة من انتصارنا للمرأة العربية ، إن فرويد يعتقد أن الطاقة الجنسية الفائضة والكامنة لدى الفنانين والشعراء والمفكرين والناس أجمعين ، يمكن أن تتحول إلى نتاج إبداعي فني أو شعري أو فكري أو عضلي ، ومن هذا الإبداع الشعري الغزل والنسيب والتشبب ،إذ تعبر عن كل ما هو مجبول بطبع البشر ، وعلاقة الذكر بالأنثى ، أو الأنثى بالذكر ، يتلاقفه هذا الناس بكثير من مراتب الحب طبعاً ، والهوى نفساً والعشق تأكداً مقروناً بلذة ، وأين عن طينتنا نعدي ، و ما عدا ذلك يأتي من باب التصنع الكاذب ، أو التكلف المنافق ، وفي أحسن ألأحوال يمكن أن يُردّ للعجز الزاهد ، أو الزهد العاقل الذائب بالذات الإلهية بعد المعرفة المتأكدة الحقيقية كرد فعل للملذات الطبيعية المنطلقة تهتكاً ومجوناً وخلاعةً وعبثاً !!ويذهب الإمام الغزالي في معرض تعريفه للعشق الإلهي أنّ " المحبة إذا تأكدت سُميت عشقًا ، فلا معنى للعشق إلا محبة مؤكدة مفرطة " ،والعرب تفننوا في مجال تقديسهم لامرأتهم سواء على مستوى عشق الزوجة أو الحبيبة ، أوحبّ الأم أوالأخت أوالابنة ، وجعلوا للعشق مقامات كالشغف واللوعة والصبابة والشوق والتبل والوصب والهيام والتتيم و الوله ، وسار على مسارهم أصحاب العشق الإلهي الصافي من اللذة ، كما يزعمون ! ولله في خلقه شؤون .
    على مهلك عليّ ، فكرة تستوجب التأمل الجريء ، والقول الصريح ، بلا عقل جمعي قد هيمن عليه الأوائل ، ما بين عاجز ومخاتل ، وعالم وجاهل ، ومتهتك ومتصوف،ولقد جرّنا هذا التناقض الرهيب بين التزهد حتى التصوف المختلق ،يقول أبو العلاء عن هذه الخزعبلات المتصوفة برقصها وهزّاتها:
    أرى جيلَ التصوف شرَّ جيلٍ *** فقل لهمُ وأَهْوِن بالحلولِ
    أقالَ الله حين عبدتموه *** كلوا أكلَ البهـائم وارقصوا لي؟!!
    وبين الطبع الجارف من التهتك والخلاعة والمجون بدون قيود،ولا حدود،يقول مطيع بن إياس :
    اخلع عذارك في الهوى *** واشرب معتقة الدنــــان
    وصل القبيح مجاهراً***** فالعيش في وصل القيان
    من هذا التناقض الرهيب في السلوك والفكر، والعلم والإبداع ، والتشعب والتراكم ، والتقديس والتكفير ، وهيمنة العقل الجمعي على حرية الفكر الفردي ، وصلنا إلى ما نحن عليه من عدم وضوح رؤية عميقة متحضرة متعقلة متوازنه رزينة غير منفعلة في جميع مجالات الحياة ، ومن هذه المجالات الرئيسية دور المرأة ، الركن الأساسي الآخر، في المجتمع للتوازن الطبيعي كما أراده الإبداع الإلهي الحقيقي، لا مشيئة خلقه المنفعي التسلطي ، أو الجاهل والغبي !! وإليكم - كمثال - التسلط الفكري لأحد عمالقة فكرنا وأدبنا وشعرنا ، ألا وهو أبو العلاء المعري .
    2 - تعريف موجز بأبي العلاء المعري (973 - 1058م / 363 - 449هـ) :
    وردنا ماءً دجلة ًخيرً ماءٍ *** وزرنا أشرفً الشجرَالنخيلا
    وزلنا بالغليل وما اشتفينا***وغـاية كلّ شيءٍ أنْ يــزولا
    سبق أن عرّفت بأبي العلاء في حلقات أخرى ، وللتذكرة مقدمة ، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي عربي النسب من قبيلة تنوخ اليمانية ، ولد في معرة النعمان ، وأكسبها شهرته ، بالرغم من أنّ عائلته كريمة فاضله شهيرة بالرئاسة ، يسودها القضاة والعلماء والأدباء ، ثم نكبه الدهر بفقد بصره عقبى إصابته بالجدري ،وعمره أربع سنوات وتمم عماه في السادسة،ولم يرَ الا اللون الأحمر، ولكنه خرج علينا بتعليل غريب عجيب :
    قالوا العمــى منظرٌ قبيحٌ *** قلتُ بفقدانكم يهــــونُ
    واللهِ ما في الوجودِ شيءٌ** تأسى على فقده العيونُ
    تتلمذ على أبيه ، وكان من دعاة الفاطميين الذين يقدسون العقل ، وما زال شيخ عقلهم حتى اليوم رمزا ، وروتْ جدّته أم سلـّمه بنت أبي سعيد الحسن بن إسحاق عليه الحديث ، وكانت تـُعدُّ من شيوخه ، وأخذ على بعض علماء مدينته المشهورين ، وبدأ بقرض الشعر ، وعمره إحدى عشرة سنة، وهاجر إلى حلب حيث أخواله من آل سبيكة المعروفين بالتجارة والشرف والكرم ، وحلب - كما لا يخفى - حاضرة سيف الدولة سابقا، ومركز العلم والأدب،وأخذ العلم عن تلاميذ ابن خالويه ومنهم محمد بن عبد الله بن سعد النحوي ، راوية المتنبي ، فتأثر به و تعصب لمتنبيه ،وضاقت به الدنيا فعرج على إنطاكية،فحفظ كثيراً من علوم مكتباتها العامرة ، وخصوصاً البيزنطية منها ، ومنها ذهب إلى طرابلس في صباه - على أغلب الظن - للتعلم والتثقف ، ولكنه سرعان ما قطع دراسته فيها لوفاة أبيه سنة 377هـ /987م على حد رواية ياقوت في كتابه الجامع المانع وهو صبي حيث عانى الفاقة والعوز ، فبقى معتكفاً في بيته حتى العشرين ، إذ ترك له والده عقارا ، يكريه بمبلغ زهيد يقارب ثلاثين ديناراً فيقتات مع خادمه منه ، وللخادم النصف ! ، انكب على دروسه الأدبية واللغوية والفلسفية ، تشعب في تساؤلاته وشكوكه أبان شرخ شبابه - ومثله من يملك عقلاً جباراً لابدَّ أن يجعل من الشك أساساً لليقين أخيراً ثبت إيمانه :
    حياة ٌوموتٌ وانتظار قيامةٍ ***ثلاث ٌأفادتنا ألوف معان ِ
    لملم علومه اللغوية ، وفنونه الشعرية وفلسفته البيزنطينية والإغريقية ، وما تعلم عن عقائد الأديان ، وعقله،وتشككه ، وحافظته ، ورواياته ، وأحاديثه ، وعلوم القرآن ، وتفسيره ، واستأذن أمه الحلبية العجوز، فرفضت بادئاً ، فاقنعها ، فوافقت على شفق ، ثم توجّه إلى بغداد حاضرة الدنيا ، وشاغلة الناس نعم قصد بغداد عاصمة العباسيين ( 398- 400 هـ / 1007 - 1009 م ) ، في عهد الخليفة أبو العباس أحمد القادر بالله ، ولكن السلطة الفعلية كانت بيد السلطان بهاء الدولة البويهي بن عضد الدولة ، وكان غرضه تحصيل العلم و الشهرة ، ومكث فيها سنتين ، وتناولنا الموضوع بحلقتين ، ولولا وصول رسالة من أهله تخبره بمرض أمه ، لقضى فيها فترة أطول ، ولابد أدرك بحدسه أنه الموت ، فقال :
    إذا نأتِ العراقَ بنا المطـايا ***فلا كنـّا ولا كان المطيّ ُ
    على الدنيا السلامُ فما حياة *** إذا فارقتـــــكم إلا نعيُّ
    ولما نعى مشى ، وشدّ رحاله مع الركبان إلى معرّة النعمان سنة (400هـ)، ولما تيقن من الخبرجزع جزعاً عظيما ، ورثى أمه ، ثم اعتزل طيلة نصف قرن،وحدثتْ في عصره الحروب والفتن بين الحمدانيين والفاطميين، وغزوات الروم ،أسد الدولة صالح بن مرداس لمعرّته الجميلة ( 417 - 418 هـ / 1026 - 1027 م) ، الذي أفحمه بأبياته الرائعة - ذكرناها في حلقة أخرى - بعد إلحاح أهلها لخروجه إليه،وهذه المرة الأولى والأخيرة التي خرج فيها من منزله طيلة اعتزاله فرجع الصالح خجولا خائبا،فكان هو الأسد ، وكان أسد الدولة هو الحمام , باعتراف الصالح الهمام !
    ومن بعد عاش الكفاف والعفاف برضىً تام ، وتغرب نفسي هام ، وتشاؤم قاسٍ من الأنام ، وخصّ المرأة الحرام ، بالشك والريبة من حيث سجونه الثلاثة ، عيشه بالظلام ، وما حمّله الدهر من عُقد عظام أبان طفولته ، فكره ملذات الدنيا الحسية بغضاً وحقدا، ونهم منها الشهرة والخُلدا ، ولكلّ امرىء من دهره ما رُزقا ، وما تعوّدا !!
    3 - أبو العلاء المعري بين الدكتورين زكي مبارك وطه حسين :
    الدكتور الناقد زكي مبارك يرى " أنّ أبا العلاء لم يكره الدنيا أبداً ، ولم يكن يوم اعتزل دنياه إلا حيواناً مفترساً ، نزع الدهر ما كان يملك من أظافر وأنياب ، ولو كان أبو العلاء كره دنياه لاكتفى منها بأيسر العيش ، ولكنه عاش عمراً طويلاً جداً ، وطول العمر يشهد بقوة الأواصر بين المحب والمحبوب ، فالقتال بين أبي العلاء وبين دنياه كان قتالاً بين عاشقين يظهران البغض والحقد ، ويضمران العطف والحنان ." ( أبو العلاء المعري : حياته وشعره - الحديثة - بيروت - ص 70 ) .
    لا أستطيع التكهن بما ذهب إليه دكتورنا المبارك من حيث الصلة الخفية بين التعلق بالحياة و أسبابها وطول عمر الإنسان ، وكل شيء بحسبان ، وقد قلت في بيت من إحدى قضائدي :
    تأتي المنية للصبيان تغصبهم *** روح الحياة ويُعفى العاجزُ الهرمُ
    وقد قال زهير بن أبي سلمى من قبل :
    رأيت المنايا خبط عشواء من تصب * * * تمته ، ومن تخطئ يعمر فيهرمِ
    ربما أراد الدكتور المبارك أن يرميه بالحجر الذي رماه المعري على مناؤيه من المتزهدين ، فخانه الاستشهاد بهذين البيتين ، وأنا أكمل المشوار، فأرمي البيتين على المعري نفسه !!:
    بخيفة الله تعَبَّدتنا *** وأنــــــت عينُ الظالم اللاهي
    تأمرُنا بالزهدِ في هذه ال *** دنيا وما همُّك إلا هي
    على كلّ حال ،أمّا الدكتور طه حسين ،فالمعروف عنه ، والجلي منه ، لكل قارئ عربي ، من أشد أنصار ومريدي المعري، والمعجبين به حتى الوله ، ويبرر كل مواقفه من الحياة ، وتفلسفه لمجرياتها ، بل يعتبره فيلسوفاً ، ويدخل في مجادلات شديدة مع المستشرق الأنكليزي نيكولسن الذي لا يرى المعري سوى حكيم مفكر متأمل ، ليس له منهج واضح المعالم ، فمما يقوله على كل حال : " أبو العلاء شاعر في فلسفته ، وفيلسوف في شعره ، قد جمل الفلسفة بما أسبغ عليها من الفن ، ومنح الشعر وقاراً ورزانة ، بما أشاع فيه من الفلسفة ، وهو من هذه الناحية فذ في أدبنا العربي ،كما قلت ألف مرّة ، وكما سأقول ألف مرّة أيضاً" ، هذه الفقرة للدكتور طه حسين فيها من المبالغات والعواطف ، مما لا تعبر على القارئ النبه ، لأن المعري شاعر متفلسف وليس بفيلسوف ، وسنعقب من بعد ، والشعر لا يقاس بوقار العلماء ورزانتهم ، فهذه من سبل العقل ، لا من أحاسيس العواطف ،وهيجان المشاعر ، والمعري من أفذاذنا الكبار ، هذا أمر لا يختلف عليه اثنان ، ولكن تكرار ألف مرة للتأكيد عليها ، لا تزيد من دعم القول شيئاً ، ولا سيما قد صدر من فذّ آخر من أفذاذنا.
    بينما الدكتور المبارك يشن هجوماً لاذعاً قاسٍ على المعري ، كما أسلفنا موجزاً ، وأزيدك من الزكي ما يعجبني ، وليسامحني شيخ المعرة !! ، يقول هذا الزكي المبارك : " لقد أنسحب المعري من المجتمع، وما كان ذلك من باب الزهد ، وإنما كان فرار المناضل الذي تعب من النضال ، وماذا صنع المعري حين اتسحب من المجتمع ؟ أترونه نظر إليه نظر الرفق والعطف ، وذلك واجب الفيلسوف؟
    ما صنع شيئاً من ذلك ، وإنما قضى دهره في أكل لحوم المجتمع ، لو كان قلبه أحس النورلعرف المجتمع غير مسئول عما يعاني من أوهام وأضاليل ، فتلك مواريث القرون الطوال ... ولو كنت أستبيح لحم المعري كما استباح لحوم الناس لقلت إن ثورته على المجتمع كانت ضرباً من الانتقام الأثيم ..." ، ( أبو العلاء م. س. ص 72) .
    4- أبو العلاء المعري متفلسفاً لا فيلسوفاً ، ومتزهداً لا زاهداً:
    لا ريب أن المعري ركل الدنيا بقدميه ظاهريا ، شأنه شأن الزاهدين والمتصوفين المتطبعين بقوة عزوف المغريات عنهم ، أو من أجل التودد إلى مغريات أخرى أكثرة حلاوة لأذواقهم ، كالمنزلة الاجتماعية ، والثناء المرفوع إلى حضراتهم ، والتنصل من تعب الحياة ، وكدّها وكدحها -
    والناس أجناس - ألم يقل المعري نفسه ؟ :
    تعبٌ كلها الحياة ، فما أعجْــ *** بُ إلا من راغب بازدياد
    وهو الأدرى أن عقله لا يرزقه ، وربما أخذ المعنى من متنبيه ( ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله...) ، ألا تراه قائلاً :
    والعقل زين، ولكن فوقه قدر*** فماله في ابتغاء الرزق تأثير
    ثم هو يعترف بسجونه الثلاثة:
    أراني في الثّلاثة من سجوني *** فلا تسأل عن الخبرِ النّبيثِ
    لفقدي ناظري، ولزومِ بيتي** وكونِ النّفس في الجسد الخبيثِ
    هذه الأمور تُقنعني أن الزهد فرضته الحياة عليه فرضاً ، وهو ينافي طبعه المجبول على حبّها كشاعر حساس ومفكر ملتهب جذوة ، فتطبع مجبراً ، وصبّ جحيمه على أم دفرٍ ( الدنيا)، لأنها قهرته عن تلبية كلّ رغباته ، وملذاته ،أرجو التركيز على كلمة (ظالمة ) في البيت الأول مما يلي من قوله :
    عَرَفتُكِ جَيِّداً يا أُمَّ دَفرٍ****** وَما إِن زِلتِ ظالِمَةً فَزولي
    دُعيتُ أَبا العَلاءِ وَذاكَ مَينٌ***وَلَكن الصَحيحَ أَبو النُزولي
    فأبو العلاء الذي رمى أباه بالجناية ، ونظم بيتاً من الشعر ، أوصى أن يوضع على قبره قائلاً:
    هذا جناه أبي عليَّ *** وما جنيتُ على أحد
    ليس بسبب ولادته ، وتمتعه بالحياة ، ومجدها ، والخلود ما بعدها ، وإنما حزناً على مفارقتها ، أليس هو القائل :
    إن حـــزنــاً في ســاعة الــمـوت*** أضــعــاف سرور في ساعة المـيـلاد
    ومن غرائب أبي العلاء إذ يحمّل أباه جناية موته،ولا أقول ولادة حياته ، كما يوهمنا تمنيه ببيتيه مثلاً:
    فليت وليدا مات ساعة وضعه *** ولم يرتضع من أمه النفساء
    فليت حواء عقيما غدت*** لا تلد النـــاس ولا تحبل
    هذه الأمنيات يطلبها شيخنا العبقري لغيره لا لنفسه ، فهو ككبير بطموحه وعزمه ورؤاه وعقله وفكره ، لا يرضيه القليل من الدنيا ، وإن تصنع الزهد فيها زورا ، يريد الدنيا كلّها بملذاتها ومجدها وعقلها ورفيع مننزلتها ، والدنيا تأبى ذلك له ولغيره ، وقد قسمت حظوظها في الحياة ، وربما أبقت شيئاً لما بعد الممات، يقول حافظ ابراهيم :
    فــإذا رزقــت خـلـيقة مـحـمودة *** فـقـد اصـطـفاك مـقسم الأرزاق
    فـالـناس هــذا حـظـه مــال وذا *** عــلـم وذاك مــكـارم الأخــلاقِ
    5 - أبو العلاء المعري وازدواجية موقفه من المرأة !!
    أقول من هنا جاءت نقمته على الدنيا ، ولا أعني بهذا كل تفلسفاته عن مجرياتها وظواهرها وأحداثها ، بل رفضها بالمرّة ظاهرياً ، وهو سعى جاهداً فيها ، فكراً وشعراً ولغة وهجرة ووساطة - ومالاً أبان هجرته لبغداد - ... وهذا تناقض بين السلوك والفكر ، وكذلك من حيث أفكاره حول المرأة ، ففي الزمن الذي عدّ جدّته من شيوخه ، ولا يهاجر إلى بغداد لطلب العلم ، ونيل الشهرة إلا بموافقة أمه ، وكان قد تجاوزعمره خمس وثلاثين سنة ، وأصيب بصدمة عنيفة عند وفاتها ، ورثاها بأروع رثاء ، وكاد أن لا يذكر أباه ، إلا في وصيته ، وحمّله جناية وجوده ، ومع ذلك تجاوز الرجل ، وصبّ جحيمه على المرأة ، لذا أميل لوجهة نظر نيكولسن من أنه لم يكن صاحب مدرسة فلسفية واضحة المعالم ، حسب مفهوم هذا العصر للفلسفة والفيلسوف.
    من شعره الظالم للمرأ قوله :
    أشْدُدْ يدَيْكَ بما أقـو*** لُ،فقَولُ بعضِ النّاسِ دُرُّ
    لا تَدنُوَنّ مِنَ النّسـا **** ءِ، فإنّ غِبّ الأرْيِ مُرّ
    والباءُ مثلُ البَاء، تَخـ *** ـفِضُ للدّناءَةِ أوْ تَجُرّ
    سَلِّ الفؤادَ عن الـحَيا **** ةِ، فإنّــها شَــرٌّ وشُرّ
    لا أعرف من أين جاء القول الدرّ! ، وهو لم يعاشر امرأة طيلة حياته ، كما هو مفروض ، وتجاربه بعد معايشته لجدّته الشيخة أستاذته - ، وأمه الحنون ولدت وجهة نظر عنهما أكثر من رائعة ، ثم دقق في البيت الثالث ، حيث استعار الباء الأولى عن المرأة، وشبهها بحرف الباء الجارة التي تخفض الرجل نحو الدناءة ، لذلك وربما لكون عصره كان مضطرباً ، مفككاً أمنياً ، وتجار الرقيق الأبيض يتابعون الفتيات والنساء المتعلمات للمتاجرة بهنّ ، المهم اقرأ الأبيات الهابطات إلينا من تلك العصور :
    علموهنَّ الغزل والنسجَ والرّدنَ *** وخــــلّوا كتابة وقراءهْ
    فصلاةُ الفتاة بالحمد والإخلاص **تُجزي عن يونسٍ وبراءهْ
    تهتكُ السترَ بالجلوس أمام الستر *** إن غنت القِيانُ وراءه
    وفي لزومياته ، يطالب بما يشبه وأد البنات ، وأكثر بقوله :
    بَدْءُ السعادة أن لم تُخْلَقِ امرأةٌ *** فهل تَوَدُّ جُمادَى أنّها رَجَبُ
    الحقيقة جعلني المعري أبتسم في سرّي مندهشاً ، ثم أعضّ على شفتي مشفقاً ، وكأني أهمس في أذنه قائلاً ، ومن أين يأتي الرجل يا سيدي ؟!! هذا تراث قاسٍ ومرير أثر كثير على العقل الجمعي ، لذلك يجب تصحيح المسيرة بقوة وحزم من أجل الصالح العام للمجتمع ، ولا أزيد بالاستشهاد من الأبيات الظالمات المظلمات ، ولكي لا نظلمه ، ونظلم تاريخنا وتراثنا، نذكر ما أبدعه في رثاء أمه ، واحترامه للأم ، إليك :
    سَمِعْتُ نَعِيّها صَمّا صَمَامِ *** وإنْ قالَ العَوَاذِلُ لا هَمَامِ
    وأمَتْني إلى الأجْداثِ أُمٌّ *** يَعِزّ عَلَيّ أنْ سارَتْ أمامي
    وأُكْبِرُ أنْ يُرَثّيها لِساني *** بلَفْظٍ ســـالِكٍ طُرُقَ الطّعامِ
    وظل يعاني من عقدة فقدان أمه التي أثرت في نفسيته تأثيراً جلياً ، ومما يخيل في ذهني أنّ البيتين التاليين انعكاس لما كانت تردده أمه أمامه مراراً ،اقرأ وتأمل رجاء:
    العيش ماضٍ فأكرم والديك به **** والأم أولى بإكرام وإحسانِ
    وحسبها الحمل والإرضاع تدفعهأ**مران بالفضل نالا كل إحسانِ
    ولكن لماذا عزف عن الزواج ، وما وجهة نظره حول الزوجات ؟ هذا نتركه لما تأتي به الحلقات القادمات ، وأتركك مع التحيات الزاكيات المباركات !
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fawanis.ahlamontada.net
     
    4 - المعري ظلم المرأة لعُقده وليس لفكره
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » الإغتراب النفسي... - 2 - حوار مع أبي العلاء المعري

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    فوانيس السماء العربي :: المنتديات الأدبية :: فانوس النثريات ( نقد - دراسات )-
    انتقل الى: