فوانيس السماء العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


[img]http://matarmatar.net/vb/images/avatars/mazen.gif[/img]
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إيمايل الإشتراك

ادخل بريدك الالكتروني من فضلك:

أنت الزائر رقم

.: عدد زوار المنتدى :.

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
الساعة الآن
Free Clock
المواضيع الأخيرة
» الشعر : نظامه المقطعي وعروضه الرقمي ، وقصيدة نثره ، وسرعته
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 4:19 pm من طرف حسين عبروس

» الزحافات والعلل وما يجري مجراهما ومتعلقاتها
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 4:01 pm من طرف حسين عبروس

» أروع قصائد الرثاء العربي - الحلقة الرابعة - !!تماضر الخنساء أجملهم ، الشعراء الجاهليون يندبون
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 3:54 pm من طرف حسين عبروس

»  تشكيل التفاعيل العروضية، وما يطرأ عليها زحافاً وعللاً
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 3:47 pm من طرف حسين عبروس

» قصيدة عن هادي الأمة، النبي المصطفى (ص) من الوافر
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالسبت فبراير 07, 2015 3:40 pm من طرف حسين عبروس

» الإباء عند عباقرة الشعر والفن
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالخميس ديسمبر 11, 2014 4:27 pm من طرف كريم مرزة الاسدي

» البحران السريع والخفيف ودائرة مشتبههما ! البحور المركبة بتفعيلتيها المرتبة 1 - البحر السريع
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2014 10:44 am من طرف كريم مرزة الاسدي

» 1 - أبو العتاهية : أَلا ما لِسَيِّدَتي ما لَها...!!
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2014 10:26 am من طرف كريم مرزة الاسدي

» 2 -الدكاترة زكي مبارك يثيرني فأثير أثيره - الحلقة الثانية -
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2014 10:20 am من طرف كريم مرزة الاسدي

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
إختر لغة المنتدى
ختر لغة المنتدى من هنا
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
حسين عبروس
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
كريم مرزة الاسدي
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
حبيب منصور
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
طالب علم
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
بلقاسم بن عبد الله
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
البستاني
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
عبد الرحمن عزوق
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
رابح خدوسي
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
محمد علي الرباوي
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
ابو زياد مجرشي
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_rcap1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Voting_bar1البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Vote_lcap 
الصحف الجزائرية












الصحف العربية













 

 البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كريم مرزة الاسدي

كريم مرزة الاسدي


عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 26/07/2011
العمر : 74

البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Empty
مُساهمةموضوع: البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية   البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية Icon_minitimeالسبت يونيو 16, 2012 6:35 pm

البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى !
الحلقة الثانية

في تعليق على تعليق لما كتبته في الحلقة السابقة , ذكرت أنني لست بدارس لشعر البياتي الكبير , ولا بباحث في تعلقه بمتصوفيه , وفلسفته , وتوجهاته , ولكن مرّت ببالي خاطرة من خلال قراءتي لـ ( مذكرات رجل مجهول ) , ولتجديد دعوة للشعراء العراقيين سبقني إليها من سبق , سنأتي عليها في الحلقة الثالثة - بإذن الله - وكنت قد كتبت عن القصيدة وشاعرها من قبل , ولا بد للتجديد من تمهيد , و بياتينا يستحق المزيد , فشرعتُ بحضوري تشييعه ومدفنه يوم وفاته - رحمه الله - ووصيته , وحدسه في أنْ يقبر بدمشق , ولا ريب من الضرورة بمكان أن أستشهد لماماً بأشعاره الصوفية , وشعره في حدسه , ومما يحزّ في القلب أن يدوس ممن يحسب نفسه من كبار الشعراء - واستلم أوسمة الإستحقاق الممتازة من دول - على هامة عملاق من عمالقة الشعر العربي المتجدد , بل العالمي بعد وفاته , كلمات ثعوزها المروءة والأخلاق , و للعلم أنا لا أعرف البياتي شخصيا ولا واحداً من مخصوصيه وكأنما الرجل يستصغر عقول القراء الكرام ومتعدياً على مروءتهم , ومعرفتهم بخفايا الأمور , فيريد أن يفهمنا قول المتنبي العظيم دون أن يتفهمه :
ويدفنُ بعضنا بعضاً وتمشي أواخرنا على هام الأوالي !!
ولو جاء هذا الأمر من عامة الناس لما أوليته هذا الاهتمام ,وكاتب هذه السطور قد ألف محاولة بسيطة عن العبقرية وأسرارها مستشهداً بعباقرة الدنيا ببعديها الزمكاني , وضمن كتابه عن ضرورة تمجيد أفذاذنا قول العقاد العظيم " فماذا يساوي إنسانٌ لا يساوي الإنسان العظيم شيئاً لديه , وأي معرفة بحقٍّ من الحقوق يناط بها الرجاء إذا كان حقّ العظمة بين الناس غير معروفة " (1) , ومرادي من التكرار تذكير المأمول في العقول , ولأنّ دنيانا تسير بالمقلوب , وكلّ جهدنا مسلوب , وتقع المسؤولية التاريخية لتصحيح المسار المطلوب على عاتق المثقف الموهوب , والسياسي المرغوب ! , وليس على كاتب هذه السطور المغلوب ....!! ولأن - مرة ثانية - الإشارة لا تفعل فعل الحجارة ! والنيل من عبافرة العراق ورجالاته الأفذاذ في جميع المجالات , لا يجوز السكوت عنه مطلقاً , بل تعتبر جريمة أخلاقية وتاريخية ووطنية لمن يفقه سبب تخلفنا الرهيب واقتتال أبنائنا , و يعرف الوطنية الحقة المقلوبة , وتعب الأيام , وسهر الليالي , والإصرار والتفاني والتضححية والأخلاق , فناهيك عن قدمائه . خذ من معروفه وسيابه وشبيبه ويعقوبه وعبد جباره وسليم جواده ومقتل بدريه وذبح السيد صدره حتى بياتينا وجواهرينا... نعم نتذكرهم بعد مماتهم - والحمد لله - بمقالات عاجزة , وبحوث غير نافذة !! وفي يومنا الحاضر هنالك العشرات من الفنانين والاكاديميين والتقنيين والعلماء والشعراء يجوبون هذا العالم ...وهذه الدنيا... في داخل العراق وخارجه , لا يسأل عنهم سائل , ولا يبالي بهم عارف , وهم ممن لا يحتاج إلى تعريف... والأمم , بل الإنسانية جمعاء , لا تنهض شامخة عامرة إلا بعظمائها الكبار , يقول رالف والدو إمرسن (1803- 1882 , وهو من أكابر اساتذة الحكمة والفلسفة وأعلام الأدب في التاريخ الحاضر (امريكي) في كتابه الشهير ( ممثلو الإنسانية ) " ربطت الإنسانية مصيرها في جميع العصور بأشخاص قلائل , كانوا جديرين بأن يكونوا قادة أو صانعي قوانين وشرائع , ومع كل عقل جديد يتجلى سرّ جديد من أسرار الطبيعة ... ويكفي وجود رجل عاقل حكيم بين جماعة من الناس ليصبحوا جميعاً عقلاء حكماء , فأن العدوى حين ذاك سريعة , والرجال العظماء قطرة تزيل من عيوننا عواشى الأنانية ... " ولا تتخيل الذي مات منهم قد فات , فيواصل إمرسن - وهذه المعلومات لم أدرجها في كتابي عن العبقرية لتكثيف مواضيعه - قوله " والعبقرية الإنسانية هي وجهة النظر الصحيحة في التاريخ , فالصفات تبقى مرتسمة على جبين آخر , وإن رحل أصحابها , وقد وجد الرجال العظماء ليكونوا مدرجة لظهور رجال أعظم منهم ..." وببساطة البقاء للنوع لا للفرد , والنوع بعظمائه القلائل , فلا تبخسوا رجالكم حقوقهم يارجال , ويقول جلّ شأنه " ولا تبخسوا الناس أشياءهم ..." ( الأعراف 10) , بمعنى أخر لا تثبطوا العزائم , وتضعوا العراقيل أمام عقول الوطن وأفكارإننسانه , وإلا سنبقى آخر الأمم ... قليلاّ من الوفاء والحياء يا مسؤولي العراق في حميع عهوده..!! ولو أن الله منح العبقرية عزيمة لا يزعزها مزعزع , والرياح لا تجابه الجبال , ولكن وقفوا لها بالصيد والمرصاد ! ربما تقول كلّ هذا عن البياتي ..نعم بكل تأكيد عن البياتي كرمز للعبقرية , ومثله مثلهم , وللتوعية والتذكرة !
نعود لبياتينا الكبير , دخل الصبي مدرسة (باب الشيخ الأبتدائية) في في منطقة (شيخ رفيع ) , وفي سنة 1939 م , كان في السادس الأبتدائي (2) , يذكر هذه المعلومة الأستاذ فؤاد التكرلي الذي يذكر أنّ مدفنه في مقبرة السيدة زينب بدمشق , وهذا المعلومة غير صحيحة , بالرغم من أنها حديثة العهد وشهيرة, وعلى أغلب الظن وردت سهواً , ولكنها تجعلني غير مطمئن تماما لتواريخه , ويستطرد التكرلي أنه في سنة 1943 م كانا في الثالث المتوسط في ( متوسطة الرصافة للبنين ) بمحلة السنك , ويلمح أنه كان انعزاليا منطويا على نفسه قليل الأصدقاء(3) , وهنا يجب التأمل قليلاً , فالمرحلة حساسة في كبت العقد النفسية في العقل الباطن , هل هذا الانطواء والانعزال جاء عقبى اشمئزازه من أصحابه كردّة فعل لتصرفاتهم السيئة ضده , أم لزهوه واستعلائه عليهم , لأن هنالك كلمات هجائية قاسية وردت بشعره على صيغة شتيمة وسخرية ( خصي ...كلب ...ضفدع ...بوم ...إلخ) , بل كان مشاكساً مع زملائه من الشعراء الكبار , ويرى يجب فرض قصائده بالقوة , ويدافع عنها بشدة - مهلا سنأتي على السبب -
وعلى ما يبدو لي مما ذكره التكرلي , إنَّ البياتي , أمّا دخل المدرسة متأخراَ بسنة لظروف مرحلة بديات ثلاثينات القرن الماضي , أو لحالته المادية التي لم تساعده , وإما تأخر سنتين في مرحلتي الأبتدائية احتمالاً والمتوسطة حتما , تخرج من (الإعدادية المركزية ) ,الفرع الأدبي سنة 1945 م , ودخل الكلية العسكرية , ولم يمض ِفيها سوى ثلاثة أشهر , وخسر سنة ثالثة , لإنشغاله بالشعر همه الأول والأخير , والشاعر بطبعه لا يميل إلى الالتزام , لأنه يحدد من حريته , والحرية أساس الإبداع والإلهام , وتخرج من دار المعلمين العالية (1950 م) فرع اللغة العربية مع زميلته الشاعرة لميعة عباس عمارة , وكان هو والسياب ونازك وبلند الحيدري من الرواد الأوائل للشعر الحر ( شعر التفعيلة ثم انشقت منه قصيدة النثر حتى وصلت للومضة ) (4 أفرأ لهامش يرحم والديك !) , وفي سنة تخرجه أصدر ديوانه الأول ( ملائكة وشياطين) , واشتغل مدرساً بعد تخرجه لثلاث سنوات , ثم اشتغل بالصحافة والإعلام , ونقف عند هذا , لأنّ لنا موقفاً بعد هذا !
وأرغب أن أعرج على العنوان الذي صدّر الأستاذ التكرلي به مقاله " شاعر لم يكن يهمه شيء سوى بناء اسطورته الشخصية " (5) ومن وجهة نظري كان الأجدر أن تبدل كلمة (الشخصية ) بـ (الشعرية) , لأن الأولى ربما مثلبة , والثانية حقـّاً منقبة , وهنالك خيط رفيغ للفصل بين تمازجهما , وعلينا أن نميز بين العباقرة , ومن العباقرة الشعراء الملهمين , وبين الأبطال , ومن الأبطال الديكتاتوريين , فالفرق أحياناً كبير في السبل التي يسلكونها لتحقيق غاياتهم , يرى العقاد في ( تعريفه بشكسبير ) : " وكلا البطل والعبقري معذور في عنفه واصراره وانطلاقه الى الغاية التي لا محيد عنها, لانهما يطلبان ما ينفع الحياة والاحياء, ولا ينفعهما الا بمقدار ما يحققان من تلك المنفعة الباقية, غير ان البطل والعبقري قد يتفاوتان في هذه الخميلة, فإن البطل قد ينحرف عن الجادة الكبرى مرضاةً لكبريائه وسلطانه, ولا يكترث العبقري لجاهٍ او سلطان اذا حادا عن غايته, وهي خلق الامثلة الجديدة والقيم البديعة في أحلام الناس, ثم في واقع الحياة " (6) , وهذا ما يعبر عنه البياتي في قصيدته ( الموت و القنديل ) :
صيحاتي وأنا أتسلق أسوار المدن الأرضية
أرحل تحت الثلج أواصل موتي (...) حيث
الموسيقى والثورة والحب وحيث الله .
وكل شاعر وعبقري يصارع من أجل أسطورته الأدبية وأكثر , وأتينا الآن على ما فات من أسباب , والموضوع يتجلى في تاريخنا , وتاريخ الأمم الأخرى , بالقخر وهجاء الأنداد , والمساجلات والمعارك الأدبية , والأدب يتسع للجميع , وينادي هل من مزيد , وسناتي بالأمثلة , لتلطيف الأجواء , وزيادة الإثراء , ثم نعلق هل نسيتم تناقضات الفرزدق وجرير , يقول أولهما للثاني :
يا ابن المراغة كيف تطلبُ دارماً وأبوكَ بينَ حمارةٍ وحمارِ ِ
فيجيبه الثاني على سبيل الفوز والغلبة , والدافع الصراع :
هو الرجس يا أهل المدينة فاحذروا مداخل رجس ٍبالخبيثات عالم ِ
ومات الفرزدق 110هـ على رواية , فرثاه جرير أشجى رثاء , والسبب انتهى شعره المتجدد , والصراع - وبكلمة أرقى التنافس - تفرضه الحياة على البشر , وهذا البشر الطامح للخلود السرمدي , ينظر إلى الأبعد والأبعد , ويتوجس بغريزته من الندّ ليس على مستوى الحياة فقط , بل وعلى طول الممات , البحتري وصل إلى قصور الخلفاء , وأصبح شاعر القصر الجعفري في سامراء ( والأصح لغوياً سرّ من رأى) , وكان يجالس الخليفة المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان , ومن جاء بعدهما , وكان معاصره ابن الرومي موسوساً فقيراً مسكينا متطيراً , هجا البحتري بقصيدة , لأنّ الأخير كان يحط من منزلته وشأنه وضعفه , قال ابن الرومي من قصيدته :
الحظ ُّ أعمى ولولا ذاك لم نرهُ للبحتري ّ بلا عقل ٍ ولا حســب ِ
وغدٌ يعافُ مديح الناس كلهمُ ويطلب الشتم منهم جاهدَ الطلب ِ
البحتري على سمو رفعته الرسمية والإجتماعية وشهرته - ابن الرومي اشتهر بعد موته - لم يغفر لهذا المسكين البائس , أرسل إليه تختاً يحتوي مواد غذائية وملابس وكيس دراهم , وفي داخل التخت بيتان من الشعر تنمان عن اللؤم والحقد :
شاعرٌ لا أهابهُ نبحتي كلابهُ
إنًّ مَن لا أعزّهُ لعزيز ٌ جوابه ُ
والبحتري على أغلب الظن كان يهابه شعرياً , وهذه فلتة لسان لا تعبر على اللبيب .
دعونا عن طغيان المتنبي لبناء اسطورته بالليل والخيل , وأيّ محل ارتقي , والدهر من رواة قصائدي , وأبي العلاء المعري , وإني وإن كنت الأخير زمانه , والا في سبيل المجد ما أنا فاعلُ , لنصل إلى حافظ إبراهيم وصراعه مع أحمد شوقي ,فلم تـُعطَ الإمارة إلى شوقي حتى نال حافظ شهادة شاعر النيل , ولو أنّ الأخير أول من بايع الأول !! , ومن الطريف أنّ حافظ هجا شوقي بتورية :
يقولون : إنَّ الشوقَ نارٌ ولوعة ٌ فما بال (شوقي ) اليوم أصبح بارداً؟ !
وما أراد الشاعر شوقه , وإنّما أراد (شوقيه ) , فرد شوقي الصاع بصاعين بتورية أقسى :
حمّلنا الإنسان والكلب أمانة ً فخانها الإنسانُ... والكلبُ (حافظ ُ)
أما المعارك الأدبية والشخصية بين الزهاوي والرصافي , و التي أشعل فتيلها أحمد حامد الصراف ببعيدة عن الأذهان , قد استمرت حتى وفاة الزهاوي 1936م .
والبياتي من هؤلاء بالطبع يريد أن يبني اسطورته الشعرية والأدبية من أجل الخلود , وما عساه أن يفعل ؟! هل يدور خائباً يلاحق الشمس أنـّى تدور , بلا دور سوى التقصير والقصور ؟ ويكون كما يقول المثل الجاهلي الذي استشهد به الجواهري مرتين ( كحامل التمر من جهل إلى هجر ِ) , أم أنّه يسابق الريح , ليأتي بجديد مريح , فليسرق النار من الألهة كسارق نبيل , ويقدم الحكمة والعلم والرؤية الصائبة للأجيال والأنام , وليلعنه من يلعن من الأباء في الظلام !! كما فعل الإله الجبار (بروميثيوس ) الأغريقي المحب للبشر ,فغضبت عليه الألهة في اسطورته ! هذا التنافس والصراع بين العملاقة لسرقة النار - وإن كان فيها نرجسية - يخدم الأدب والإنسانية , وإلا فالسكون جمود خمول , والجهد الضائع نتاجه تراب مبذول , وقالها البياتي في قصيدته ( سارق النار ) :
داروا مع الشمس فانهارت عزائمهم
وعاد أولهم ينعي على الثاني
وسارق النارِ لم يبرح كعادته
يسابق الريح من حان إلى حان
ولم تزل لعنةُ الآباء تتبعه
وتحجب الأرض عن مصباحه القاني
وحدي احترقت ! أنا وحدي ! وكم عبرت
بي الشموس ولم تحفل بأحزاني
إني غفرت لهم إني رثيت لهم
إني تركت لهم يا رب أكفاني
وما علي إذا عادوا بخيبتهم
وعاد أولهم ينعى على الثاني
ولعلك تسألني , ألم تقل أن الأدب والشعر والفن يتسع للجميع , فلماذا التنافس والصراع لسرقة النار , وبناء الإسطورة ؟!
عزيزي - القارئء الكريم - هنالك خصائص للعبقرية والشعراء الملهمين و الفنانين الكبار , ذكرتها في كتابي ( للعبقرية أسرارها ...) , وهي تنطبق على معظمهم , أنا لا أحتاج ألى معرفة الجواهري وذويه , ولست ملزماً بصداقة البياتي والتقرب إلى متعلقيه , لأكتب عنهما , وأحلل نفسيتهما ,واتفهم سلوكهما , وإلا لحتاج الناقد أن يخترق كلّ الأزمنة , ويجوب جميع الأمكنة للكتابة عن أفذاذ العالم , العقاد والمازني كتبا عن ابن الرومي , وقد جاءا بعده بأكثر من ألف ومائتي عام , والدكتور طه حسين كتب عن المتنبي بعد ألف عام , وذلك لأن الشعر هو الشاعر نفسه , والكلام صفة المتكلم . إضافة لما تزودنا به علوم النفس والاجتماع والتاريخ , نعم قد نحتاج المتعلقين بالقصائد الضائعة , والمعلومات الخصوصية عن البيئة والسلوك الشاذ عن شذوذ العباقرة لاستنباط أشياء جديدة , ومعلومات مفيدة , يفهمها من يفهمهم بعد تطابقها أو مقاربتها لسلوك عباقرة آخرين .
التسابق للسعي وراء بنا الأسطورة , تقف وراءه ( الأنانية ) التي تبدأ مع ولادة الوليد بشكل غريزي لاستمرار الوجود , ثم عندما يتطور الأحساس غير المدرك إلى الذاتية المدركة , تتمركز الأنانية حول ذاته ,وأخيراً تخفت تدريجيا كلما ازداد تصادمه مع إرادات الأخرين حتى يندمج مع المجتمع ويصبح جزءًا من كيانه , أما الشاعر الملهم والعبقري الفنان تبقى غريزة الأنانية قوية لديه , فلا تستغرب عندما يبالع في نتاجه , ويزهو بنفسه , ويشتد عناده , ويتمسك بأصراره ويبحث عن مراده لبلوغ أسطورته , لا يلتفت إلى يمين أو شمال سيان على المستوى الفردي أوالمستوى السلطوي بأتجاهاته المختلفة ! ولكن متى وقع تحت وطأة الآخرين , وقسوة الأقدار تنحرف عبقريته عن مجالها الأنساني الشمولي (7) , لذلك يقول دافيد ديتشير " التعبير عن الذات في الفن لا قيمة له إلا إذا أضاء الفنان في التعبير عن نفسه بعض التجارب الإنسانية , أي يجسد تجربة ما مرتبطة بالتجربة العامة للناس وبالتالي ذات قيمة موضوعية " (Cool وت . س . إليوت يذهب أبعد من ذلك , فهو يرى " الشعر ليس إطلاقاً لعنان الانفعال , بل هروب منه ,وليس تعبيراًعن الشخصية , بل هروب منها " ثم يزيد قائلاً " إنّ تقدم الفنان ما هو إلا دأبه على التضحية الذاتية , أي دأبه على محو شخصيته " , وهذه المقولة قد تتبناها بعض المدارس الشعرية الغربية , ومال إليها عدة شعراء عرب كبار , المهم متى ما استطاع الشاعر الملهم أن يوازن تماماً بين الحقائق الخارجية والوجدان ,وهذا ما يطلق عليه بالمعادل الموضوعي (9) , استطاع أن ينبثق ويشق طريقه نحو الخلود , وهذا ما تأثر به شاعرنا الكبير البياتي الذي جاب الدنيا مشرداً ومنفياً ومتنقلاً ومتأثراً بشعراء عالميين كناظم حكمت وروفائيل ألبرتي وبابلو نيرودا وغيرهم , ,ومعجبا بنضال وإصرار وتضحية الشاعر الأسباني الكبير عارسيا لوركا حتى القتل على يد قوات الديكتاتور فرانكو , لذلك يعتبره الناقد المصري المعروف رجاء النقاش شاعراً عالمياً يكتب باللغة العربية , ورشحه لجائزة نوبل , وهو محق في رأيه , وفيما أحسب أنـّه أكثر الشعراء العراقيين , وربما العرب , ترجمت أشعاره للـّغات الأجنبية , ولكن أرى السياب وقباني والجواهري ونازك أقرب للأذن العربية , بسبب ضعف الإيقاع الموسيقي عند البياتي إلا عند الحداثويين , والناس أجناس , يقول شاعرنا في قصيدته ( الموت في البسفور) ,التي نظمها في اسطنبول بتاريخ 4 / 11 / 1973, إلى ذكرى صديقه ناظم حكمت :
بعدك كان الموت والفراق في استامبول
يمارسان لعبة المنتظر المخدوع
(منورٌ ) تزوجت ورحلت
والآخرون أحرقوا الجسور (10)
توفي ناظم حكمت في 3 حزيران 1963 في موسكو , ومنور زوجته الأولى , تزوجت بعد وفاته ورحلت .
ومن أسار العبقرية الملهمة للفنان والشاعر , بقدر ما تكون الأنانية عنده قوية لأبراز الذات في سبيل الخلود , وتراه يفخر بعمله , ويزهو بنفسه , ولا يكترث لغيره كما أسلفنا , تدفعه للإصرار والتفاني لتكملة المشوار , أناء الليل والنهار , والجود بالنفس أقصى غاية الجود , إذا اقتضى الأمر في سبيل الحق العام , والعدل التام , ربما لا تحدّه حدود , ولا تصده سدود إلا الحنان على الأبناء , فلا يستطيع تجاوزه , فهو خط أحمر , لايستطيع تجاوزه لتعلقه بحياة الأقربين , والبياتي ناضل نضالاً مريرا في سبيل الشعر , وهذا أكسبه شهرة كبيرة عربياَ وعالمياً
شكراً لكم ... نترك الأمر للحلقة القادمة , وكلُّ آت قريب , إن شاء الله ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العبقرية الإسلامية : عباس محمود العقاد - المجلد الأول - ص 15 دار الكتاب اللبناني .
(2) الشرق الأوسط : العدد9066 بتاريخ 24 سمبتمبر 2003 الأربعاء
(3) المصدر نفسه .
(4) ولدت عمارة 1929م ترزق الحياة في (امريكا ) , و تخرج السياب 1948 م من فرع اللغة الإنكليزية , وتأخر سنة دراسية في الجامعة , لدخوله بادئاً فرع اللغة العربية , والسياب أيضاًًً من مواليد سنة 1926م , توفي قي (الكويت ) أواخر 1964م , وبلند الحيدري ولد في السنة نفسها 1926م , حياته كانت مضطربة بادئ الأمر , لم ينهِ دراسته الثانوية , ثقف نفسه بنفسه في المكتبة العامة , نوفي في (نيويورك )1996 م , بينما نازك الملائكة ولدت 1923م , وتخرجت من دار المعلمين فرع اللغة العربية 1944م , وتخرجت من معهد الفنون الجميلة , فرع الموسيقا 1949م من بغداد , توفيت في (القاهرة) 2007م , أما الجواهري (ت 1997م) , والسيد مصطفى جمال الدين (1996 م) , والبياتي ( 1999م) مكانت وفياتهم في (دمشق الشام) , تأملوا رجاء دقيقة بصمت , رحمهم الله في الآخرة , ورحم الله العراق في هذه الحياة و ألم أقل لكم الحياة في العراق مفلوبة على أعقابها , وهذا سبب رئيسي لتخلفنا ؟!!
(5) التكرلي : المصدر السابق
(6)التعريف بشكسبير : عباس محمود العقاد ص9 عصر شكسبير - 1976م - مؤسسة المعارف للطباعة والنشر
(7) للتوسع راجع كتابي ( للعبقرية أسرارها تشكلها ...خصائصها...دراسة نقدية مقارنة) : كريم مرزة الاسدي ص 87 - 97 - دار فجر الغروبه 1996م دمشق .
(Coolالأدب والمجتمع : دافيد ديتشر ص 185 ترجمة عارف حديفة .
(9) راجع حول إليوت : إليوت : الدكتور فائق متي طبعة 1966م (ص 2 - 29)
(10) سيرة ذاتية .. سارق النار : عبد الوهاب البياتي ص 64 , ط 2 , 1985م , دار الشروق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البياتي ...ودعوة لمذكرات رجل مجهول أخرى ! الحلقة الثانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فوانيس السماء العربي :: المنتديات الأدبية :: فانوس النثريات ( نقد - دراسات )-
انتقل الى: